السبت، 12 مارس 2016

من طاغية واحد الى عدة طغاة:


منذ ان غزت أمريكا العراق سنة 2003بتهمة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل،
والأسلحة البيولوجية ، وشكوك بوش حول وجود علاقة لصدام حسين مع أسامة بن لادن
خصوصاً بعد حادث ضرب برجي التجارة العالمي في أمريكا تبين له انه لم
يكن لدى صدام أي أسلحة دمار ، ولم تكن له علاقة بأسامة بن لادن ، بعدها
بررت أمريكا موقفها من ضرب العراق بأنها تريد تخليص هذا الشعب من
الطاغية ، والحكم الدكتاتوري ، وتحويل نظام الحكم الى ديمقراطي ، وإعادة
اعمار العراق ، في حين انهم لم يضعوا اية خطة للإعمار ولم يحددوا جهة
مختصة لهذا العمل ، بل كان بوش يرسل مليارات الدولارات الى الشركات
الامريكية التي لايعنيها شأن العراق ، وكانت تأخذ الأموال دون العمل على




إعادة بناء أي مدينة كما يدَّعي امام  الاعلام ، ولم تصلح ما دمرته حربهم
سوى منشآت النفط من اجل ان يستفيدوا منها حتماً، أما بالنسبة للنظام
الديمقراطي الذي ادَّعت به أمريكا بأنه منقذ العراقيين والذي يعني حكم الشعب
بإختيار من يمثله ويحكمه ، الا انها منذ البداية اختارت لنا مجموعة من
اللصوص والذين ليس لديهم ادنى فهم للمسؤولية ، والروح الوطنية ليحكموا
العراق في عام ، 2003وكنا مجبرون على انتخابهم ولسنا من اختارهم وجاء
بهم الى تلك المناصب ، وسنة تلو الأخرى لايتغير منهم احد سوى مناصبهم
يتحولون من منصب الى آخر دون نهاية على مدى ثلاثة عشر عاماً، ولم يقوموا
بواجباتهم سوى تشريع مايحلو لهم من اختلاس للأموال العامة من اجل
مصالحهم الشخصية أما في ما يتعلق بتطوير البلاد اقتصاديا وعلميا وسياسيا
واجتماعياً فهذا لم يعتبروه من تخصصهم ولا جزء من واجبهم ؛ ولا كأن هذه
الأرض هي ارضهم!!
وفي الواقع لم يكن هناك اعمار لا من جانب مجموعة اللصوص ولا من جانب
المحتل ، بل حدث مالم يحدث في السابق من انفجارات وتخريب متعمد والقتل
العشوائي.
أما الخطأ الأكبر الذي ارتكبته أمريكا في العراق فهو ما أسمته بالديمقراطية ،
فهي زائفة وفيها مايجعل البلاد في حالة فوضى الا وهو كثرة الأحزاب الذي
يصل الى 30حزباً ، بالإضافة الى تعدد الميليشيات المسلحة والتي اغلبها تعمل
على مخالفة القوانين وتقوم باعمال إرهابية ، وهذا عيب بارز في الديمقراطية
ووجوده يسبب الفوضى وانتشار العنف بسبب تضارب المصالح في مابين
الأحزاب والكتل السياسية وبالتالي يكون الشعب هو الضحية ، ومانلاحظه ان
العراق بلد متعدد الديانات والمذاهب والقوميات لذلك ان كثرة هذه الأحزاب
والانقسامات أدت الى كثرة الخلافات والانشغال بالمصالح الخاصة واهمال
البللاد والشعب.
بعد الانتهاء من النظام اعود الى الطبقة الحاكمة شخصياً، وأقول : ان من العيب
ان يملك بلد ثروة نفطية واراضي زراعية ، وحضارة عريقة .. يعيش شعبه
تحت خط الفقر ويكون من عداد الدول النامية لا تصل ابداً الى مستوى الدول
الصناعية والمتقدمة.
وكذلك من العيب على الطبقة الحاكمة التي تشمل السلطتين التشريعية والتنفيذية
ان يهدموا ثقة شعبهم ويمثلون مصالحهم الشخصية ومصالح أولادهم وحاشيتهم
بدلا من ان يمثلوا شعبهم الذي هو سبب وصولهم الى السلطة.
انهم أسوأ ممن يكون عميلا للاستعمار، ولو كان احد منهم يملك الكرامة لما ترك
شعبه يموت قتلاً ومرضاً ، ويبحث عن مأوى في بقية الدول ، او يبحث عن
دواء لمرضه في بلدان أخرى وهذه الحالات كثيرة تعرضها قنواتهم الموقرة ،
وتفتخر بالتصدق عليهم وكسر كرامتهم ، وكذلك من يهرب الى بعض دول
الجوار هربا من الموت فيفاجأ بالاحتجاز لدى سلطات تلك الدول ياترى من
السبب في تشرد هؤلاء الناس وفقدانهم كرامتهم وحرمانهم من اوطانهم بحثا
عن حياة ، من لديه الكرامة يحفظ وطنه وكرامة شعبه أولا ثم يكون محترما بين
الأمم 

هناك تعليق واحد: