السبت، 18 يناير 2014

حق الطفل في حمايته من العنف بين القانون والواقع

استنادا الى اتفاقية حقوق الطفل يعرف الطفل بأنه كل شخص لم يبلغ الثامنة عشر من عمره مالم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه ، وقد نصت اتفاقية حقوق الطفل التي انعقدت سنة 1989م  في المادة الثانية على انه:((تحترم الدول الحقوق الموضحة في هذه الاتفاقية وتضمنها لكل طفل يخضع لولايتها دون اي نوع من انواع التمييز بغض النظر عن عنصر الطفل او والديه او الوصي القانوني عليه او لونهم او جنسهم او لغتهم او دينهم او رأيهم السياسي او غيره او اصلهم القومي او الاثني او الاجتماعي او ثرتهم او عجزهم او مولدهم او اي وضع آخر 



ب-تتخذ الدول الاطراف جميع التدابير المناسبة لتكفل للطفل الحماية من جميع اشكال التمييز او العقاب القائمة على اساس مركز والدي الطفل او الاوصياء القانونيين عليه او اعضاء الاسرة او انشطتهم او آرائهم المعبر عنها او معتقداتهم)) 
وكذلك تنص المادة 19 من اتفاقية حقوق الطفل على انه:((ا-تتخذ الدول الاطراف جميع التدابير التشريعية والادارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة اشكال العنف او الضرر او الاساءة البدنية او العقلية او الاهمال او المعاملة المنطوية على اهمال واساءة المعاملة او الاستغلال وهو في رعاية الوالد(الوالدين) او الوصي القانوني او اي شخص آخر يتعهد برعايته.
ب-ينبغي ان تشمل هذه التدابير الوقائية حسب الاقتضاء اجراءات فعالة لوضع برامج لتوفير الدعم اللازم للطفل ولاولئك الذين يتعهدون الطفل برعايتهم ، وكذلك الاشكال الاخرى من الوقاية ولتحديد حالات اساءة معاملة الطفل المذكورة حتى الان والابلاغ عنها او الاحالة بشأنه
   والتحقيق فيها ومعالجتها ومتابعتها وكذلك لتدخل القضاء حسب الاقتضاء)) من ذلكنجد ان هذه الاتفاقية اكدت على وجوب احترام الدول الاطراف لحقوق الاطفال وعدم الاخلال بها بأي شكل من الاشكال ، ومع ذلك نجد ان اغلب الدول لم تراعِ احكام هذه الاتفاقية وان العنف متواجد في كافة مؤسساتها التعليمية وكذلك داخل الأُسر ويعرف العنف بأنه استخدام القوة او التهديد باستخدامها ضد الذات او ضد شخص آخر مما يسبب ايذاء جسدي او نفسي 
اين يمارس العنف؟
*في المدارس والبيئات التعليمية ::
تضطلع المدارس بدور هام في حماية الاطفال من العنف وتعرض هذه البيئات الاطفال الى العنف بل وحتى تلقنهم العنف فهم يتعرضون الى عقاب بدني واشكال قاسية من العقاب النفسي ، وغيره ومع ان 102 من البلدان قد حظرت العقاب البدني في المدارس فإن هذا الحظر لايتم على وجه كافٍ فالشجار والبلطجة مثال على العنف ضد الاطفال في المدارس وكثيرا ماترتبط البلطجة بالتمييز بين التلاميذ الذين ينحدرون من أُسر فقيرةاو فئات مهمشة او الذين تكون لديهم خصائص شخصية معينة كالمظهر، او الاعاقة وتتأثر المدارس ايضا بالاحداث التي تقع في المجتمع الاوسع نطاقاً.
*في مراكز الرعاية والمؤسسات الاصلاحية :
يقيم الى مايصل الى 8 ملايين من اطفال العالم في دور الرعاية وقلة من الاطفال الذين يوجدون في تلك الدور لعدم وجود والدين لديهم ، اما معضم الاطفال الموجودين فيها فيكون بسبب اعاقتهم او تفكك اسرهم او اطفال في معظم المؤسسات يتعرضون الى العنف من قبل مقدمي الرعاية الصحية  وغيرهم من الاطفال فقد يؤدب العاملون في تلك الدور الاطفال بالضرب او بتقييد الحركة او بحبسهم ، وفي بعض المؤسسات يواجه الاطفال ذوو الاعاقات  عنفا متخفيا في شكل علاج مثل تعريضهم للصدمات الكهربائية للسيطرة على سلوكهم او اعطائهم ادوية لجعلهم اكثر امتثالا وكثيرا مايتعرض  الاطفال  الذين يكونون رهن الاحتجاز للعنف من جانب العاملين في تلك المراكز.
* في المنزل والاسرة : 
تتوفر لدى الاسرة اكبر امكانية لحماية الاطفال والتكفل بسلامتهم الجسدية والعاطفية وتقر معاهدات حقوق الانسان بالحق في الحياة وقد جرت عملية توثيق للعنف الذي يرتكبه  الوالدان وغيرهما من افراد الاسرة ضد الاطفال وقد يتمثل ذلك العنف بالضرب او الاهمال المتعمد 
اما ماينتج عن العنف ضد الاطفال :
فلإن القسوة في تربيتهم تحملهم على التمرد  وكذلك الافراط في الدلال تعلمهم الانحلال  وفي احضان كلتيهما تنمو الجريمة ، كذلك التمييز بين الاولاد في التربية وغض البصر عن الزلات  والاخطر من ذلك ان يعلنا كرههما لاحدهم  وحبهما للاخر طريقة تنبت العداء بين الاخوة والاخوات وتثمر جفاء بينهم بعد رشدهم وخصومة قد تنتهي بالجريمة 2
وكذلك من آثار العنف  هناك ارتباط بين تعرض الطفل للعنف بجميع اشكاله  وبين ارتفاع العديد من معدلات الامراض المزمنة واقوى دليل على ذلك سلسلة التجارب السلبية للاطفال والتي تبين وجود علاقة بين تعرض الطفل للعنف  والاهمال وبين ارتفاع معدلات الامراض المزمنة  والسلوكيات الخطيرة(3).
لذلك يتوجب على جميع الاسر والمؤسسات التعليمية  والاصلاحية عدم اللجوء الى العنف ضد الاطفال ؛لانه مهما كان السبب هو كائن ضعيف وسيفقد انسانيته بالقسوة والاهمال.

__________________________

)!(*من اتفاقية حقوق الطفل
(2) دراسة الامين العام للامم المتحدة
(3)ويكيبيديا


دنيا عبد الكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق